الحلقه (12)..”مغتربه داخل قلبه ” ، مـا قبل الأخيرة .
_ ربــاط الحُب _
——
تتوق نفسه لرؤيتها سالمة ، دلف داخل الشقة ليبحث بعينيه عنها كالتائه ، إتجه صوب غرفة نومه علي الفـــور ليجدهـا نائمه في الفراش وقد غطت في سُبات عميق ،،،
ارتاع قلبهُ هلعًا .. هـرول إليها ليرفع الغطاء عنها قليلًا وهنـا إلتقط أنفاسه وهو يجدها مازالت بثيابهـا ولم تتجرد منها بعد ، فمن الواضح بأن الأرق اشتد عليها فنامت قبل أن تُبدل ملابسها ، حمد الله علي ذلك .. رفع بصره في زوايا الغرفة يبحث عن هذه الكاميرات اللعينة ولكن دون جدوى …
صدح هاتفه برقمها ليصر علي أسنانه بقوة ، وضع الهاتف علي أذنية دون أن يتفوه بكلمة واحدة فيما أردفت هي بصرامة :
_ هيا .. أفعل مـا أمرتك به يا چوزيف .
أغلقت الهاتف علي الفـــور ، ظل يجوب ببصره في الغرفة كالمجنون .. نحا ببصره إلي زوجته النائمة وبنبرة مُختنقة تابع :
_ كيف أُخبركِ بأنني في رحلة انتقامي منكِ ، عشقتكِ دون قصد مني .. هل سـ تُسامحينني كما تفعلين مع الجميع !! ، أم ستحرميني وجودكِ إلي جانبي للأبد ؟ .
وضع وجهه بين كفيه في شيء من الآسي وقلة الحيلة ، وجد هاتفهُ يصدح من جديد لينفعل بوجهٍ محتقن .. إلتفت بجسده إلي زوجته .. مـال بجذعه العلوي إليها حتي حملها بين ذراعيه وراح يترجل خارج الغرفة ، كانت كاثرين تراقبهمــا بوجه ثائر .. مازالت النيران تضطرمُ في قلب چوزيف من كلمات هذه الحقيرة ،،،،
أراح جسد زوجته إلي الأريكة القابعة بحجرة المعيشة ، ومن ثم إتجه صوب باب حجرة النوم يُغلقه بقوة .. عـاد إلي زوجته ليجلس إلي الأريكة .. أخذ يرمقهـا بندمِ لجلبها إلي هذه البلد ، فندمه لا يرتبط بقدرته علي حمايتهـــا ولكنها لا تتفق مع حقارة هؤلاء الناس …
قـام بإماله رأسها علي صدره ، تأجج شعوره ألمــًا وهو يشدد بذراعيه علي خصرهـا ليتأكد أنها مازالت إلي جانبهُ .. تذكر حديثه إلي (كاثرين ) وثورته عليها عندما كان بمصر ، ماذا سيفعل الآن !! .. ماذا لو علمت اسلام كُل شيء عن الماضي ؟ ، لا أظنها ستلتفت لأحاديث كاثرين !! .. بلي .. ستحرمني وجودها إلي جانبي .. لكني والله مـا عُدت أكذب في مشاعري أو قُربي من الله .. أحببت الانسان الجديد الذي أنا عليـه ، يالله لا تبعـدها عني ، أربط بيننا بميثاق لا ينفك …
حركت اسلام أهدابها بثقلِ لترمقه بنصف استفاقه قائله :
_ لقد تأخرت كثيرًا يا يُوسف وجعلتني أقلق عليك .
چوزيف لاثمًا جبينها بنبرة حانية :
_ أعتذر منكِ يا حُضن الوردِ ، والله أعتذر .. أحتضنيني فأنا بحاجة ماسة إلي شيء من الطمأنينة .
ألفت ذراعيها حول خصره ومن ثم عادت ترمي برأسها بين أحضانه حتي ذهبـا في سُبات جاء معه الصباح …
——-
_ إهدأي قليلًا يا كاثرين ؟ ، فما تفعلينـهُ ليس بحل صحيح !!
أردف روبرت بتلك الكلمات في غضب خفيف ، فيما أخذت هي تسير داخل الغرفة ذهابًا وإيابًا ، تصر علي أسنانها بإنفعالِ حـاد لتصرخ :
_ چوزيف أصبح كاملًا في طوعها ، لم يكُن يغار أبدًا يا روبرت !!! .. يهددني إن تعرضت لهـا ، أحبها ثم رمي بي بعيدًا حتي ارتطم جسدي بقوة .. أنا أحق به منهـا .
روبرت بنبرة ثابتة : لا تهذي يا كاثرين ، كُلنا نعلم بأنكِ من أحببتي چوزيف .. أما هو فكان يعتبركِ مُجرد صديقة فحسب .
توقفت كاثرين فجأه ، جدحته بنظرة نارية لتهتف بمُكابرة :
_ سأجعله يعترف بيّ حتمًا ، أنظر وسترى .
نهض روبرت من مكانهِ ليهتف متسائلًا :
_ إلي أين تذهبين ؟!
——-
_ لن أتأخر عليكِ حبيبتي ، ولكن لا تفتحي هذا الباب لأحد وتناوليّ فطوركِ .. لقد علم أبي بقدومي إلي أمريكا ويود رؤيتي .. وبدايةً من الغد سنذهب للمكوث معه داخل قصرنا الكبير .
أومأت (اسلام) برأسها مُتفهمة ، تشعر بغثيان مُنذ لحظة استيقاظهـا ، لثم جبينها بحنو وصدق ليستأنف قائلًا :
_ سأستدعي الطبيبة التي تقطن بالطابق الذي يعلونا .. فأنتِ لا تبدين علي حالة جيدة أبدًا .
اسلام بنبرة واهنة : ولكن لا تعود بدون الشيكولا الخاصة بيّ وحلوى أُخرى .. فأنـا اشتاق لهم .
چوزيف بإبتسامة حانية قبل ان يردف بنبرة تحذيرية : سآتي لكي بكُل ما تشتهيه نفسكِ ولكن لا تدلفي إلا حجرة النوم أبدًا .. لقد وجدت بهـا أفعي كبيرة .
شهقت اسلام بفزعِ وهي تضع كفيها علي فمها ، أحس بأنه تمـادي هذه المرة ليقول بهدوء :
_ لأ ، لا تقلقي .. لقد قتلتها حبيبتي .. إطمأني .
أنهي جُملته هذه ثم سـار صوب باب الشقة يترجل منه فيما لوحت هي بكفها لتهتف :
_ لا تدعني أنتظرك كثيرًا ، أنا أُحبك يا يُوسف .
چوزيف بهُيام : وأنا عاشق يا حُضن الورد .
اغلقت اسلام الباب خلفه .. عادت تضع أصابعها علي معدتها التي تؤلمها من جديد .. فقد مال لون وجهها للصُفرة الفاقعة ، إشتد عليهـا الألم فقررت مهاتفة الطبيبة مُجددًا وبعد مـرور عشر دقائق جاءتهـا ،،،
استقبلت اسلام الطبيبة بحفاوة شديدة وخاصة بعد علمها بأصولهـا العربية ومـا أن رأتها الأخري حتي تابعت بنبرة هادئه :
_ ملامحكِ تُخبرني مـا بك ، دون الحاجة إلي الفحص .
اسلام بنبرة قلقة : وما بيّ ؟!
الطبيبة بضحكة خفيفة : داخلكِ تقطن روحًا ، ستصبحين أمـــا .. مُبارك عزيزتي .
أنفرجت أسارير وجهها من شدة السعادة ، لتهتف بفرحة : انا سعيدة للغاية ، أُحب الأطفال بطريقة جنونية كما أن يُوسف سيفرح كثيرًا .. وأخيرًا سأجد ما يُفرحه .
استأذنت الطبيبة للذهاب إلي شقتها ، قررت اسلام التروّي والتمهل في إخبار زوجها حتي عودته .. قطبت وجهها بإستغراب وهي تسمع صوت الجرس يصدح في الأرجاء ، مشت علي قدميها بخُطي وئيدة لتقف خلف باب الشقة تسترق السمع حول ماهية الطــارق لتقول بتوجس :
_ مَن الطارق ؟!
كاثرين بثبات :إنه انا كاثرين ، جئت كي أُخبركِ بأشياء هامة قد لا تعرفينها !
اسلام بنبرة ساخرة : الله الغني عن معلوماتك يا عزيزتي .
كاثرين بحنقِ جلى في نبرة صوتها : الأمـر هام للغاية ويخص زوجكِ .
رفعت اسلام أحد حاجبيها بتوجس وريبة ومن ثم فتحت لهـا الباب ، دلفت كاثرين للداخل تتمايل بخُطواتها لتتوجه بحديثها إلي اسلام قائله :
_ اسمعيني جيدًا يا عزيزتي .. چوزيف ألبرت لا يُحبكِ أبدًا .. ومجيئك إلي أمريكا ما هو سوي مُخطط بالإتفاق بيننا للإيقاع بكِ .
افتر ثغر (اسلام) عن إبتسامة ساخرة من جانب فمها وهي تجد هذه الحرباء تزعم في بجاحة مُنقطعة النظير بأن زوجهـا مُجرد خادعـا ، لتردف بنبرة ثابتة :
_ أهذه لعبة جديدة كي تُباعدي بيننا ؟ ، أنا أثق بـ يُوسف كثيرًا وما بيننا قائم علي الصدق
صفقت كاثرين بكفيها بسخرية .. لترفع كفها أمام اسلام وهي تمسك فلاشة بأصابعها وبنبرة ثابتة تابعت :
_ چوزيف ألبرت قرر أن ينتقم منكِ ويسترد حقي عندما أهنتني ببلادك ، أسلم لينتقم أمـا داخلهُ فـ ينفر من دينك يا حمقائي الصغيرة ، ومن ضمن خطتنا التي أوشكت علي الإنتهاء أن يقوم بتصويرك داخل غرفة نومكما ثم يرفع هذا الڤيديو علي صفحات التواصل الإجتماعي فـ تُفضحين انتِ واسلامك .
أحست بدوار يكتنف رأسها .. تهاوى جسدها قليلًا لتضع كفها علي معدتها خوفًا علي جنينها وبنبرة أشبه للبكاء أردفت :
_ أنتِ كاذبة ، أفعى تُلقي بسمها علي الجميع ، زوجي لا يفعل هذا بيّ ، يخشى عليّ ويغار لا يفعل مـا قلتيه مُطلقًا .
كاثرين بثبات : سأُثبت لكِ .
قامت كاثرين بوضع الفلاشة بمكانها المُخصص بشاشة العــرض ، بدأت في تشغيل الڤيديو بنظرة ثابتة ، إتجهت ببصرها إلي اسلام تتلذ بصدمتها .. جحظت عيناي اسلام وهي تنظُر إلي نفسها بالشاشة حينما دلفت إلي الغرفة وأثناء جلوسهـا ، غطت في النوم …
أوقفت كاثرين الڤيديو لتردف بجمود وحدة :
_ الفيديو كاملًا معيّ .. وهناك أخر وأنتما بالفراش ، عليك انقاذ نفسك منهُ يا عزيزتي فـ چوزيف لا يعرف الحُب فقط ما تستهويه الشهوة ، أنتِ مسكينة للغاية فقد إعتقدتي أنه يُحبكِ .
أنسابت الدموع علي وِجنتيها أنهارا لتسقط أرضًا وراحت تبكي بمرارة وحسرة :
_ لماذا تفعلون هذا بيّ ؟ .. لن ألومك أنتِ ولكن لماذا يكرهني هو !! .. لقد أحببتهُ بصدقِ أردته أن يكون علي طريق الحق قبل أن يلقى ربه ، كُنت أراهُ الأب التقي لأولادي .. لماذا يفعل هذا بيّ ؟ .. أنا أكرهك يا چوزيف .. الله المُنتقم ، يالله أنت حسبي ونعم الوكيل .
مـالت كاثرين بجذعها العلوي قليلًا لتردف بنبرة جامدة : هذه تذكرة سفــر إلي مصر ذهابًا بغير إياب .. عودي إلي بلدك مُجددًا وأنا أعدك بأن أمنعه مما كان ينوي عليـــه .
إرتعشت أطرافها برجفة هزّت سائر جسدها ، إلتقطت التذكرة منها دون تفكير .. ومن ثم نهضت وهي تستند إلي طرف الأريكة لتبدأ في جمع متاعهـا لتعود إلي مِصـر ..وللمرة الأولي تُخطيء بحقـه دون أن تتأكد بما سمعته ودون أن تُعلمـــه بطفلته